هناك شيء واحد يُحسّن وظائف دماغك بشكل طبيعي – الآن وفي المستقبل

0

قد يكون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية هو أذكى ما تفعله اليوم – ليس فقط من أجل جسمك ولكن لعقلك أيضًا. أشارت دراسة حديثة1 إلى أن النشاط البدني لا يُشكلّ العضلات فحسب، بل يُحسّن وظائف الدماغ بشكل فعّال من خلال تعزيز البروتينات الرئيسية التي تدعم الصحة الإدراكية وتحمي من التدهور المرتبط بالعمر.

فوائد التمارين الرياضية لتعزيز صحة الدماغ

وجد الباحثون أن التمارين الرياضية تزيد من مستويات عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF) و عامل النمو الشبيه بالأنسولين-1 (IGF-1) – وهما بروتينان أساسيان يدعمان مرونة الدماغ والذاكرة والوظيفة الإدراكية. يمكنك اعتبارهما سمادًا للدماغ، مما يساعد الخلايا العصبية على النمو والإصلاح و الحفاظ على مرونتها مع تقدمنا ​​في العمر.

إذن، ما هي مرونة الدماغ بالضبط؟ إنها قدرة الدماغ الرائعة على التكيف وإعادة التنظيم وتشكيل مسارات عصبية جديدة استجابةً للتجارب والتعلم والتغيرات البيئية.

لا تعد مرونة الدماغ ضرورية فقط أثناء نمو الطفولة ولكن أيضًا طوال مرحلة البلوغ. فهي تساعد الدماغ على التعافي من الإصابات والتكيف مع المهارات الجديدة وتحسين الذاكرة وقدرات التعلم.

والأكثر إثارة؟ يبدو أن النساء يستفدن أكثر من غيرهن. كشفت الدراسة أن النشاط البدني كان له تأثير أقوى على مستويات BDNF لدى النساء، مما يشير إلى أنهن قد يختبرن حماية معرفية أكبر مع ممارسة الرياضة بانتظام.

ماذا يعني ذلك لعقلك؟

مع تقدمنا ​​في العمر، يمر الدماغ بشكل طبيعي بتغيرات – فقدان الحجم، وانخفاض تدفق الدم، وحتى انخفاض في الوضوح الإدراكي. والخبر السار هو أن النشاط البدني المنتظم يمكن أن يساعد في إبطاء هذه العملية. من خلال زيادة BDNF و IGF-1، قد تؤدي التمارين إلى:

  • تحسين الذاكرة والتعلم
  • الحماية من الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر
  • تحسين المرونة الإدراكية ومهارات حل المشكلات
  • تأخير التدهور المعرفي المرتبط بالعمر

ما هي بروتينات الدماغ هذه على أي حال؟

  1. BDNF (العامل العصبي المستمد من الدماغ): يمكنك التفكير في هذا على أنه “سماد مُعزز” لعقلك؛ حيث يعزز BDNF من بقاء الخلايا العصبية ونموها. ترتبط المستويات الأعلى من BDNF بتحسين الذاكرة، وتنظيم الحالة المزاجية، وتحسين الصحة العامة للدماغ. ومع ذلك، تميل المستويات إلى الانخفاض مع تقدم العمر، مما يجعل التمارين الرياضية وسيلة فعالة لتجديد هذا البروتين الحيوي.
  2. IGF-1 (عامل النمو الشبيه بالأنسولين 1): يدعم هذا البروتين مرونة الدماغ وإصلاحه، ويلعب دورًا رئيسيًا في الحماية العصبية والأداء المعرفي. يؤثر IGF-1 أيضًا على إصلاح العضلات ونموها بالإضافة إلى الصحة الأيضية، مما يضمن حصول دماغك على الطاقة التي يحتاجها ليعمل في أفضل حالاته.

من المثير للاهتمام، أنه بينما كان لـ التمارين الرياضية تأثيرًا كبيرًا على BDNF و IGF-1، فإن هذه الدراسة1 لم تُظهر آثارًا ملحوظة على **عامل نمو بطانة الأوعية الدموية** – وهو بروتين يشارك في تكوين الأوعية الدموية وتدفق الدم في الدماغ. هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كامل لكيفية تأثير التمارين الرياضية على هذا العامل بشكل خاص.

الخلاصة

سواءٌ أكان ذلك الجري أو السباحة أو تمارين القوة، فإن النشاط البدني هو أحد أكثر الاستراتيجيات فعاليةً لحماية صحة دماغك. لذا، في المرة القادمة التي ترتدي فيها حذاءك الرياضي، تذكر: أنت لا تبني جسمًا أقوى فحسب، بل عقلًا أكثر ذكاءً ومرونةً أيضًا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.